اصدارات..
-المؤلف العراقي وكتابه-
كثيرة هي محن الثقافة العراقية، فهي حبيسة اهواء المؤسسة السياسية وكبش فداء الحالة الحزبية، فلا وجود للمثقف العراقي، دون رعاية طرف سياسي، أو جهة رسمية فهي (الثقافة العراقية) دائمة الاستجداء في الحضور بين مؤسسات السلطة، فالسياسي العراقي هو في حاجة الى ضمير يبرر له ما يفعل أو يسوق له ما يريد، لهذا تاتي محنة المؤلف العراقي، احدى تلك المصائب التي تعيشها الحياة الثقافية العراقية، فالمؤلف العراقي، محصور داخل تلون سلوك الواجهات الثقافية (دور طباعة رسمية وغير رسمية،...).
إن العديد من المؤلفين العراقيين طبعت كتبهم خارج العراق بعيدا عن تعليقات السياسة، فهم واقعون تحت رحمة (اخوانيات الثقافة العراقية) فهاهو نيسان احتضن اكثر من احتفالية لها صلة بالكتاب من مهرجان المدى ومعرضها للكتاب في أربيل، الى مهرجان المربد في البصرة واعلان وزارة الثقافة عن نية تاسيس مجلس اعلى للثقافة، وكلا التاسيسين له صلة بالكتاب فاذا كانت مؤسسة المدى ناجحة تجاريا في مجال صناعة الكتاب فانها عازفة وغير جادة في الانفتاح على (المؤلف العراقي) بل هي طاردة للكثيرين ممن يتابعون منجزها في الوسط العربي.
أما وزارة الثقافة وعلى الرغم من الارث والخبرات التي يفترض ان تكون فاعلة في الوسط العراقي، وكانها تراجعت وتدنت عشرات المرات عما كان غير مُرضٍ عنه في مستوى المطبوع واخراجه وتوزيعه مع استثناءات قليلة، هكذا سوف يبقى حال المؤلف العراقي، مهمل، يعاني شحة الرعاية والاستثمار.